خبر جميل زفته الصحافة العمانية اليوم لجميع المهتمين بالشأن الثقافي في عمان والخبر هو التوقيع على الخدمات الاستشارية لمشروع مجمع عمان الثقافي، الفرحة لا شك غامرة بقرب اكتمال الحلم وتحققه بعد طول انتظار وتكهنات كانت مفرطة في اليأس
وهذا هو نص الخبر كما جاء في جريدة عمان:
على مساحة 400 ألف متر مربع وبتكلفة 45 مليون ريال
التوقيع على اتفاقية الخدمات الاستشارية لتصميم مجمع عمان الثقافي
فرحة وارتياح بين الأوساط الثقافية ومباركة للحلم الذي بدأ يتحقق
متابعة عاصم الشيدي
وقع صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة أمس على اتفاقية الخدمات الاستشارية لتصميم مجمع عمان الثقافي مع شركة ارتاكس استوديو الفرنسية التي تم اختيارها لتصميم المشروع بعد منافسات مع شركات عالمية.
ووصف صاحب السمو السيد هيثم بن طارق المشروع بأنه المشروع المتكامل الأول في السلطنة، مؤكداً أن تصاميم المشروع حظيت بالموافقة السامية من قبل جلالة السلطان المعظم.
ويقام المشروع على مساحة إجمالية تبلغ 400 ألف متر مربع بمنطقة مرتفعات المطار. وبتكلفة إجمالية مبدئية تبلغ 45 مليون ريال.
وقال سمو وزير التراث والثقافة: (إن مجمع عمان الثقافي سوف يتكون من مبنى لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والمسرح الوطني والمكتبة الوطنية ومكتبة للطفل ومقر للمنتدى الأدبي ودور للسينما ومعهد للفنون ومكاتب لإدارة المجمع).
وأضاف سموه: أن المجمع الثقافي ينتظر له أن يؤالف بين مختلف مفردات الثقافة.
وأشار سموه إلى أن أعمال التصميم سوف تستمر لمدة 18 شهرا على أن تطرح مناقصة التنفيذ في مطلع عام 2011.
وأبدى الوسط الثقافي في السلطنة أمس فرحة وسعادة بمناسبة بدء تحقيق الحلم الذي طال انتظاره خلال السنوات الماضية. معربين عن شكرهم لجلالة السلطان المعظم على المشروع معتبرين أن المشروع تتويج للعمل الثقافي في السلطنة.
وقال سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية: إن المشروع سيلبي احتياجات جميع المثقفين في السلطنة لأنه يضم مرافق متكاملة لمختلف مفردات الثقافة.
واستعرض سعادته مع الصحفيين الذين حضروا التوقيع صوراً لمجسم المشروع مؤكدا أن التصاميم لم تبتعد عن مفردات المعمار العماني رغم الطابع العالمي الذي طغى على المشروع.
ويتكون المشروع من مكتبة وطنية ضخمة ومسرحين كبيرين وصالات لعروض السينما، كما يلحق بالمجمع مبنى المنتدى الأدبي، إضافة إلى معهد للفنون، وحديقة عامة أمام مبنى المجمع.
وبدا من خلال صور التصاميم أن المبنى سيكون علامة فارقة في تصاميم المجمعات الثقافية في المنطقة.
وكانت فكرة المشروع قد بدأت منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي إلا أن الفكرة لم تتبلور على الواقع وظل المشروع حلم جميع المثقفين حتى جاءت المباركة السامية لتصاميم المشروع والتي تتجه سريعا إلى التحقق على أرض الواقع.
حضر حفل التوقيع سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات وعدد من المسؤولين بوزارة التراث والثقافة."
أحمد الفلاحي : أخيرا .. تحقق الحلم
قال الأديب أحمد الفلاحي في أعقاب سماعه خبر توقيع الخدمات الاستشارية لتصميم مجمع عمان الثقافي: (نريد أن نجدد الشكر لصاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم في هذه المناسبة الجميلة وهذا الشكر سبق أن قلناه في وقتها قبل ثلاثين سنة عندما أطلق الحلم الذي يعد علامة بارزة في سماء الثقافة في السلطنة.
وصاحب الجلالة كان يؤكد على الدوام أهمية وجود مجمع ثقافي في السلطنة. واليوم نؤكد فرحتنا وسرورنا أن بدأ الحلم يتحقق بعد ثلاثين سنة من الترقب والانتظار.
وأضاف: لا أظن أن أي مثقف عماني إلا وفي نفسه فرحة بهذا الاتفاق ونأمل أن يكون هذا الإنجاز أو هذا الصرح على قدر الرؤية السامية لجلالة السلطان وعلى قدر الطموحات وقدر التوقعات وأن يتسع لطموحات المثقفين ونعني بالمثقفين هنا كل من له علاقة بالثقافي؛ ثقافة الكتابة أو الموسيقى أو المسرح أو السينما أو الفن التشكيلي أو ثقافة الموروث والمتاحف والمخطوطات والتراث بكل فئاته فهو مجمع ثقافي أو بوتقة من خلاله تشرق نجوم الثقافة على اختلاف صنوفها. ونحن نتأمل أن يكون المبنى معبرا عن كل هذه الأطر والجوانب. ولا شك أنه سيكون ملمحا بارزا من ملامح البناء إذا تجاوزنا الهدف منه.
وأضاف الفلاحي: نريد من هذا المبنى أن يكون حلقة كبيرة للثقافة بكل أطيافها وأيضا أتمنى على المسؤولين أن يكون هذا المبنى شراكة بين الوزارة المعنية والمثقف في السلطنة، لا بد من أخذ الرأي وأن تكون خططه آتية وذاهبة بين الوزارة والمثقف العماني.
ويختتم الفلاحي حديثه بالقول: لسنا الوحيدين في العرب والعالم لا بد أن نستفيد من المجمعات الموجودة في العالم ننطلق من حيث انتهى الآخرون. مؤكدا بقوة على أهمية أن يكون المبنى مستمدا من ملامح المعمار العماني الأصيل، خاصة وأن المنظمات العالمية مثل اليونسكو بدأت تخلد التراث المعماري العماني وتعتبره ضمن التراث العالمي الخالد.
سيف الرحبي : بؤرة إشعاع ثقافي
ومع سماعه خبر المجمع قال الشاعر سيف الرحبي: في مثل هذا الحدث لا يسع المرء وخاصة حين يكون مهتما وعاملا في الحقل الثقافي إلا أن يستبشر خيرا، ويتمنى لهذا الإطار الثقافي أن يكون حاضناً لجميع الفعاليات والمنابر والاتجاهات الإبداعية والفنية والفكرية على اختلاف مشاربها واتجاهاتها، وأن يكون البؤرة التي من خلالها يتفرع الإشعاع الثقافي ويضيء جوانب كثيرة على المستوى الداخلي والخارجي.
ويضيف الرحبي: هذا الحدث على ما أظن تأخر قليلا فهناك محاولات لإنشائه منذ فترة لكن ربما هذا التأخير الذي حصل يعوض عنه لانطلاقة تحمل رمزية وواقعا أكثر من ذي قبل، ونحو أفق أكثر رحابة وانفتاحا تعبيري ثقافي وديمقراطي لا يلغي أحدا، ولا يبخس إبداعا أو رأيا مهما كان اختلافه طالما يكون تحت سقف القانون والمبادئ الجوهرية للمجتمع العماني بتأريخه العريق، فعمان في هذا السياق هي السباقة على غيرها في المنطقة وهي التي ورثت عبر أجيال معرفية متعاقبة إنجازات فكرية وإبداعية كانت بمثابة البؤرة الإشعاعية والرافد المهم في نهر الثقافة العربية الكبير. وجدير بها على صعيد اللحظة الثقافية الراهنة أن تكون لها منبرا ومكانا بحجم تاريخها وإبداعها الكبيرين.
وفي سياق الحديث عن الجوانب الثقافية قال الشاعر سيف الرحبي: في هذا السياق البناء الثقافي المتعدد الأوجه يطال العتب القطاع الخاص الذي لا أراه مبادرا على الإطلاق أي دعم ثقافي على الأصعدة المتعددة لهذا الدعم أو التفكير في هذا المنحى فعدم وجود مكتبات أساسية تعود مسؤولياتها إلى القطاع الخاص أو تأتي بمبادرات منه أمر يثير الكثير من الاستغراب.
مشيرا إلى أنه بإمكان القطاع الخاص أن يقوم بمبادرات أساسية ومهمة في هذا الاتجاه كما نشاهد في بلدان كثيرة في إنشاء مراكز ثقافية ومكتبات وجوائز الأمر الذي يشكل رافدا قويا للوضع الثقافي في السلطنة بكل تجلياته.
--------------------------------------------------------------------------------
نتمنى ان يتحقق هذا المشروع كما هو مخطط له وعسى ان تكون هناك رؤى أخرى قد تساهم في إبرازه بصورة لائقة بمكانة عمان وتاريخها الثقافي المشرق، لا شك ان مثل هذه المشاريع ستشكل نقلة نوعية في العطاء الثقافي على الصعيد المؤسساتي، لا شك ان اللحمة الاساسية لنجاح هذا المشروع وتطوره هو العلاقة التبادلية المثمرة بين المثقفين والمؤسسة الثقافية، هذه العلاقة لا بد لها من اتفاق واضح ومبني على أسس سليمة فهذا الصرح لا يراد ان يكون إضافة أخرى للمباني الحديثة بل ان يكون بوتقة حقيقية لفعل ثقافي خلاق واصيل. كما اتمنى ان يتم تسليط الضوء على هذا المشروع وشرح أهدافه والاستفادة الحقيقية من الاراء والمناقشات التي في النهاية بدون شك ستسهم في الارتقاء بكل ما هو حيوي ومثمر في الثقافة والإبداع العمانيين.
ألف مبروك للجميع
شكرا على الخبرية عوض .
ReplyDelete