مهما كثر الواردون على النبع سأحتفظ بكفي نظيفة وطاهرة لأشرب من النبع العذب والغير ملوث، ادرك أنني احلم الان بالوصول إلى النبع فالقيود في يدي ورجلي والغشاوة التي تنهال علي من البعيد والقريب تمنعني من رؤية الطريق إلى النبع، وجسدي المتقرح لا يكاد يحتمل تنفسي فكيف له ان يعينني على الوصول إلى النبع، طنين السجانين مزعج. السجان ليس بالضرورة ان يكون من يحمل حزمة المفاتيح ويرقب ذوبان روحك داخل الزنزانه، ربما يكون سجانك من يمنحك ابتسامة ذات وجهين وكلاهما أشد مضاء من الاخرى ويقول لك أخي العزيز هيا لنشرب من النبع سوية وبدون خوف.
أقول سأبقي يدي صافية وحنجرتي نظيفة كما ينبغي حتى عندما أصل إلى النبع ولو متأخرا أضمن أن كفي النظيفة وأن حنجرتي العطشى هما بوصلتي لمواطن الماء الزلال
يا سدنة النبع، الماء يكفي لجميع الحناجر فلا تدعوا خناجركم حكما بيننا، الماء يخترق الصخر فلا تكونوا صخورا مجوفة تصفر فيها الريح وبالطبع لا تخيف أحدا، سيخترقكم الماء بدون شك وستتكفل الريح بالباقي منكم لتذروه في البرية المبسوطة في الأفق
No comments:
Post a Comment